تعرف اكثر علي الشاعر صفوان امين المشولي

مقابله مع الشاعر صفوان المشولي منقوله من السياسية نت >> أدب وفن


حين بدأ يستفيق الوجدان ويستيقظ الشجن وجد نفسه شاعرا، يستهويه مذاق الشعر الذي يداعب القلب ويحرك الوجدان، ففاض عميقا في تراتيله وأشجانه، فكانت القصيدة الغنائية، لعذوبة ألحانها ورقة كلماتها الشجية، بعد أن اكتشف أنها الأقرب إلى القلب والأسرع في الوصول إلى العاطفة، رغم أنها استعصت بسهولتها على الكثيرين وتمردت برقتها على البعض. إنه الشاعر الغنائي صفوان المشولي، والذي تصطحبه أمنياته دائما ليعيش كل لحظة تحاول أن تعيش فيه.


* بداية من هو الشاعر صفوان المشولي؟
- اسمي: صفوان أمين المشولي، من مواليد 1974، بمديرية المعافر محافظة تعز، متزوج وأب لخمسة أبناء وبنتين، شاعر ومحام، وأعمل مديرا للدراسات في مكتب وزير الإدارة المحلية.


* كيف كانت بدايتك الشعرية؟
- كانت بدايتي الشعرية منذ بدأ يستفيق الوجدان ويستيقظ الشجن، وهي السن التي كانت آخر أيام الطفولة وبداية أيام الشباب، وبدأت أكتب بالعامية ثم بالفصحى.


* ما هي القصيدة التي تكتبها؟
- أكتب القصيدة الغنائية الشعبية، التي استعصت بسهولتها على الكثير، وتمردت برقتها على البعض. ولم أكتبها لأنها كما ذكرت، بل لأنها الأقرب إلى القلب والأسرع في الوصول إلى العاطفة.
* البعض يعتبر الشعر الغنائي الشعبي بأنواعه مسخا لهوية الشعر العربي الفصيح، ما تعليقك على ذلك؟
- الشعر العربي بهامته وقامته لا يزعزعه شعر العامية، ورقته وروعته، بل يضيف إليه جمالا خاصا وقوة جزلية، ويزيد الأول إلى الأخير همساته الدقيقة، فكل يكمل الآخر ويضيف إليه. ألا ترى أن شعر الأندلس، برغم أعجمية اللسان هناك واختلاطها، أعطت الشعر العربي طابعا جديدا! إنما المسخ يكون حين يكتب الشعر بركاكة المعنى لا بتعدد المبنى، أو أن يكتب وأنت لا تدري لماذا يكتب وليس بماذا تكتب.


* قصيدتك الغنائية "تعزّية" لماذا؟
- التراث "التعزي" تراث غني ومتنوع، بل ومدرسة لها أعمدتها وأركانها، إلا أن ذلك التراث لم يؤصل كغيره، ولم ينفض عنه تراب العهد وغبار التقادم، فتحلل إلى مقاطع واندثر إلى أبيات وافتقر إلى وتر يسمع به وإلى صوت يحدث عنه، فلم يجد إلى الآذان سبيلا. ولأجل ذلك ومحاولة منا في الحفاظ عليه قمنا بجهود ذاتية بمعية الفنان القدير عبد الباسط عبسي بامتزاج الألحان التراثية القديمة، وقمت بصياغة كلمات جديدة بطابع تراثي يتناسب مع تراثية اللحن، وقام هو بأدائها وإخراجها إلى السوق والناس بعملين تحت عنوان " شعبيات من تعز" الجزء الأول والثاني.


* أين تجد نفسك كشاعر؟
- عند تكوين الفكرة أجد نصف نفسي، وعند اكتمالها أجد النصف الآخر. بيد أن الفكرة عندي هي القصيدة، بحيث لو لم أكتبها قصيدة أحدث بها فكرة. كما أني أجد نفسي أكثر عندما أسمع قصيدتي من أفواه الآخرين.


* بمن تأثرت كشاعر؟
- تأثرت بكثيرين، وأعتبر أن من تأثرت به أستاذا، أمثال الشاعر الشيخ أحمد سلطان المشولي، وهو أعمى، والشاعر محمد عبد الباري الفتيح، والشاعر "الفضول"، والشاعر سلطان الصريمي، والشاعر أحمد الصميد، والشاعر عبد الرب المقطري.


* مَن مِن الفنانين تغنى بكلماتك؟
- لما كانت الساحة الفنية الآن تخلو من الفنانين بمعناها، اقتصرت على التعامل مع الفنان عبد الباسط العبسي، الذي اختزل الفن فيه وبثه منه وقربه إليه، واستضافه لديه، وحنا عليه.


* حتى الآن لم نسمع عنكم كشاعر غنائي، لماذا؟
- في زمننا هذا، وفي بلدنا هذا، لا يُعشق الورد إلا عندما يذبل، ولا يُحَب القمر إلا بعد غيابه، ولا تُهوى الحياة إلا حال موتها.
وكما قال البردوني:
أواه ما أشقى ذكي القلب في الأرض الغبية!
أما لماذا لا تسمع بي فلأننا لا نسمع الأغنية التي لها قصيدة بقلوب لها آذان، ولكن نسمعها بآذان ليس لها قلوب.


* ما الذي يمنعك من إصدار ديوان شعري؟
- إصدار ديوان أو أكثر ليس دليلا على أنك شاعر، وليس ذا دلالة على أنك تحسن أن تقول الشعر، لكنه يدل على أنك تجيد أن تكتب. والأمر يختلف مع القصيدة الشعبية، إذ إن قراءتها مكتوبة لا يعطيها متعة تلقيها مسموعة، وهو ما جعلني لا أصدر ديوان لقصائدي.


*ما هي الأمنية التي تتمناها كشاعر؟
- أمنياتي كشاعر هي أمنياتي كإنسان له رقة التمني وشفافية الأمنيات. والفرق بين شاعر يتمنى وبين إنسان يتمنى، هو أن الشاعر تصطحبه أمنياته، أما الإنسان فيصطحبها. وأنا أتمنى من كل إنسان أن يعيش اللحظة التي تحاول أن تعيش فيه، وأن يقف على دقائق كل أمر، كما وقفت له عظائم الأمور، لأنه سيجد في كل لحظة يعيشها عمرا كاملا وفي كل موقف تجربة ومثلا.


* في رأيك ما هي أهم المشاكل التي يعاني منها المبدع في بلادنا؟
- اسمح لي أن أوجز تلك المشاكل في مشكلة واحدة، في مقطع شعري واحد أجعله خاتمة لهذا اللقاء:
" إنه أمر خطير..
أن يرى المسكين قرص الشمس خبزا من شعير،
فإذا ما أَفلَتْ
ظن أن البدر في الليل رغيف مستدير،
فإذا غاب
رأى الأنجم في الأفق "خمير"...
إنه المسكين، يصحو وينام
بين حلم الخبز
أو رؤيا الفطير.


مع تحيات// عبدالله سيف عبدالله فارع المشولي