أبحث عن صديق

خواطر في الصداقة (أبحث عن صديق)

في مكان آخر، وساعة غير هذه الساعة، وعلى إثر شوق دفين، ونار تضطرم تقتات من حنايا قلب مهترئ، وصدر يضيق عن نَفَس صاحبه – كتبت (أبحث عن حب).
واليوم ولملابسات عاصفة اجتاحت ما تبقى لدي من مشاعر وعواطف مستكينة – أجدني أبحث عن صديق.
فأي اختلاف بين الحب والصداقة؟!
أليس الحب: صدق، وإخلاص، وتضحية.
والصداقة –كذلك- حب، وإخلاص، وتضحية!!
يعنفني الأقربون على وحدتي، واعتزالي مجالس السمر، وأحاديث المساء، ومقاهي الفرح، ويشرقون ويغربون في أسباب ذلك.
وربما ندت عن واحد منهم نظرات سخرية وازدراء.
ولا أحمل لهم في الغالب غير جواب مقتضاه: أين هذا الصديق؟
ولعي وشغفي منصب بين دواة وقرطاس، وسفر تنقضي أيامه بين الورق.
وما عهدت إلا أناساً تستهويهم الملذات، وتتحلب أرياقهم لذكرها، ودواعيها، وليسوا يبالون أن تنقضي ساعاتهم، وأيامهم على هذا النحو.
يضيق مسمى الصداقة، وتختزل معانيها في حدود هشة، ومعالم ضيقة، ومفاهيم مغلوطة تأخذ حيزاً كبيراً في منظومتنا الثقافية.
أبحث عن صديق يغفر الزلة، ويقيل العثرة، إن ظُلِمَ صفح، وإن ضويق فسح.
صديق ينفي الفواحش عن سمعه ، بعيد الأذى غير ناشط له، لا يقول هجراً، ولا يرتضي شراً وسوءً.



أحبُّ الفتى ينفي الفواحشَ سمعُـهُكأنَّ به عن كـل فاحشـةٍ وقْـرا
سليمُ دواعي الصدرِ لا ناشطاً أذىولا مانعاً خيراً ولا قائلاً هُجْـرا


صديق سليم الفطرة، طيب السريرة، يصلك إن قطعت، ويصبر على الكثير من جفائك، يفرح لفرحك، ويحزن لحزنك، ويجد هناءه وراحته في مجالستك ومؤانستك.
قيل لأعرابي: أبالصديق أنت آنس أم بالعشيق؟ فقال: يا هذا الصديق لكل شيء، للجد والهزل، وللقليل والكثير، ولا عاذل عليه، ولا قادح فيه، وهو روضة العقل، وغدير الروح.
فأما العشيق فإنما هو للعين، وبعض الريبة، والعذل إليه من أجله سريع، وفي الوُلُوع به إفراط مزجور عنه، وحد موقوف دونه، فأين هذا من ذاك؟!



فمن لي بهذا ليت أني لقيته فقاسمته ما لي من الحسنات

ما اجمل ما فاضت فيه اناملك اخي الحبيب اني لم اعهدك الا مثالا طيبا صادقا محبا

فاتمنى ان تسقينا شيا من فكرك الطيب اخي الحبيب فمشاركتك هذه رائعه في المعنى والوضوح

فما اجمل ما تمنيت وما اجمل ما ابحت فيه اخي